![]() فضل وادي العقيق وعرصته وحدوده![]() ما ورد من الأحاديث في فضل وادي العقيق روينا في الصحيح عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بوادي العقيق: وروى ابن شبة عن عمر رضي الله تعالى عنه مرفوعا <العقيق واد مبارك> . وروى ابن زبالة عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <نام بالعقيق، فقام رجل من أصحابه يوقظه، فحال بينه وبينه رجل من أصحابه آخر، وقال: لا توقظه فإن الصلاة لم تفته، فتدارآ حتى أصاب بعض أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيقظه، فقلن: ما لكما؟ فأخبراه. فقال: لقد أيقظتماني وإني لأراني بالوادي المبارك> وعن زكريا بن إبراهيم بن مطيع قال: بات رجلان بالعقيق، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين بتما؟ فقالا: وتقدم أن عمر رضي الله تعالى عنه قال: احصبوا هذا المسجد- يعني مسجد المدينة- من هذا الوادي المبارك، ورواه صاحب الفردوس مرفوعا. وروى ابن زبالة عن عامر بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <ركب إلى العقيق، ثم رجع فقال: يا عائشة جئنا من هذا العقيق، فما ألين موطأه، وأعذب ماءه، قالت: فقلت: يا رسول الله أفلا ننتقل إليه؟ قال: وكيف وقد ابتنى الناس؟> . وروى السيد أبو العباس العراقي في ذيله علي ابن النجار عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي العقيق، فقال: يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي فإنه يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها، الحديث. وروى ابن زبالة عن جابر قال: كان سلمة يصيد الظباء فيهدي لحمومها لرسول الله صلى الله عليه وسلم جفيفا وطريّا، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا سلمة مالك لا تأتي بما كنت تأتي به؟ حد العقيق قلت: محجة بين تباين آخر الجروف، أي طريقها، وأظنها طريق درب العصرة، ومن سلكها مغربا كانت الجماوات عن يساره. وقالت الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشّريد السّلمية تبكي أخاها صخر بن عمرو وقد مات بالنقيع من جراحة فدفن فيه على رأس برام: ونقل أبو علي الهجري أن النقيع يبتدئ أوله من برام، والعقيق ببتدئ أوله من حضير إلى آخر منتهاه من العقيق الصغير، ثم يصب في زغابة. وقال عياض: النقيع صدر العقيق، والعقيق واد عليه أموال أهل المدينة، قيل: على ميلين منها، وقيل: على ثلاثة، وقيل: ستة أو سبعة، وهما عقيقان، أدناهما عقيق المدينة، وهو أصغر وأكبر، فالأصغر فيه بئر رومة، والأكبر فيه بئر عروة. والعقيق الآخر على مقربة منه، وهو من بلاد مزينة، وهو الذي أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بلال بن الحارث، وأقطعه عمر الناس، فعلى هذا تحمل المسافات لا على الخلاف. والعقيق الذي جاء فيه <إنك بواد مبارك> هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة، وهو الأقرب منهما- أي من العقيقين- المنقسم أحدهما إلى الكبير والصغير فلا ينافي كون ما يلي الحرة من العقيق أقرب. على أنه سيأتي ما يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث كلّ العقيق بعيده وقريبه، وأن الذي أقطعه عمر الناس هو الأدنى من المدينة، وهو المنقسم إلى كبير وصغير، وكلام الزبير وغيره صريح فيّ ذلك، والصواب أن مهبط الثنية المعروفة بالمدرج أول شاطئ وادي العقيق، على ميلين من المدينة أيام عمارتها، كما اقتضاه اختباري لمساحة ما بين المسجد النبوي ومسجد ذي الحليفة، وبه صرح الأسدي من المتقدمين، فقال: إن العقيق علي ميلين من المدينة، الميل الأول خلف أبيات المدينة، والثاني حين ينحدر من العقبة في آخره يعني المدرج، وكأنّ من عبّر بالثلاثة اعتبر المسافة من المسجد النبوي إلى أول بطن الوادي بعد القصر المعروف بحصن أبي هشام، ومن عبر بالستة اعتبرها إلى طرفه الأبعد وهو الذي به ذو الحليفة، فأدخل بطن الوادي في المسافة، أو هو مفرع علي القول بأن الميل ألفا ذراع، والراجح الموافق لاختبارنا أنه ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع. وقال المطري: وادي العقيق أصل مسيله من النقيع قبلى المدينة الشريفة على طريق المشبان، وبينه وبين قباء يوم ونصف، ويصل إلى بئر عليّ العليا المعروفة بالخليفة- بالقاف والخاء المعجمة- ثم يأتي علي غربي جبل عير، ويصل إلى بئر علي بذي الحليفة المحرم، ثم يأتي مشرقا إلى قريب الحمراء التي يطلع منها إلى المدينة، ثم يعرج يسارا، ومن بئر المحرم يسمى العقيق، فينتهي إلى غربي بئر رومة، انتهى. وقوله: <ومن بئر المحرم يسمى العقيق> أي في زمنه كزماننا، وهو العقيق الأدنى في كلام عياض. وقوله <عق> أي شقّ وقطع في الحرة، ولما شخص تبّع عن منزله بقناة ومر بالعرصة وكانت تسمى السليل قال: هذه عرصة الأرض، فسميت العرصة، ومر بالعقيق فقال: هذا عقيق الأرض، فسمي العقيق، وقيل: سمي بذلك لحمرة موضعه. وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى عدد المشاهدات: 4776 مشاهدة تاريخ الإضافة: Feb 28 2017 21:30:56 |